نُورُ الرَّجَاءِ
كَانَ مِنَ المُفْتَرَضِ أَنْ يَكُونَ صَلِيبُ أُمِّي الأَحْمَرُ الَّلامِعُ مُعَلَّقًا بِجِوَارِ فِرَاشِها فِي مَرْكَزِ رِعَايَةِ مَرْضى السَّرَطَانِ. وَأْنْ أَسْتَعِدَّ لِزِيَارَتِها فِي العُطْلَةِ بِينَ أَوْقَاتِ جَدْوَلِ عِلاجِها. كُلُّ مَا كُنْتُ أُرِيدُهُ فِي عِيدِ المِيلادِ هُو قَضَاءُ يَومٍ آخر مَعَ أُمِّي. لَكِنِّي بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ، كُنْتُ فِي المَنْزِلِ ... أُعَلِّقُ صَلِيبَها عَلى شَجَرَةِ عِيدِ المِيلادِ الصِّنَاعِيَّةِ.
وَعِنْدَما قَامَ ابْنِي زَافِييه بِإِنَارَةِ أَنْوَارِ شَجَرَةِ…
غُفْرَانٌ وَنِسْيَانٌ
وُلِدَتْ جِيل بِريس بِحَالَةِ فَرْطِ التَّذَكُّرِ، وَهِي قُدْرَةٌ عَلى تَذَكُّرِ تَفَاصِيلٍ غَيرِ عَادِيَّةِ لِكُلِّ مَا حَدَثَ لَها. وَلَيسَ هَذا فَحَسب، بِل يُمْكِنُها دَاخِلَ عَقْلِها استعَادَةُ صُوَرِ أَيِّ حَدَثٍ حَدَثَ لَها فِي حَيَاتِها بِشَكْلٍ دَقيقٍ.
المُسَلْسَلُ التِّلْفَازِي "إِنفُورجِتَابُل (لَا يُنْسى)" مَبْنِيٌّ عَلى قِصَّةِ ضَابِطَةِ شُرْطَةٍ لَدَيها فَرْطُ تَذَكُّرٍ، وَهِي مِيزَةٌ كَبيرَةٌ تُسَاعِدُ عَلى الفَوزِ فِي الأَلْعَابِ ذَاتِ التَّفَاصِيلِ الدَّقِيقَةِ وَعَلى حَلِّ الجَّرَائِمِ.…
التَّعَلُّمُ مِنَ النُّدُوبِ
تَحَسَّسَتْ فَاي النُّدُوبَ الَّتي عَلى بَطْنِها. كَانَتْ قَدْ خَضَعتْ لِعَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ لِإِزَالَةِ وَرَمٍ سَرَطَانِيٍّ مِنَ المَرِيءِ وَالمِعْدَةِ. وَقَدْ أَزَالَ الأَطِبَّاءُ جُزْءًا مِنْ مِعْدَتِها. وَتَرَكَ الجَّرْحُ الَّذي فِي بَطْنِها نَدْبَةً كَبيرَةً أَظْهَرتْ حَجْمَ العَمَلِ الَّذي قَامَ بِهِ الأَطِبَّاءُ. قَالَتْ فَاي لِزَوْجِها: "تُمَثِّلُ النُّدوبُ هَذِهِ إِمَّا أَلَمَ السَّرَطَانِ أَو بِدَايَةَ الشِّفَاءِ. أَخْتَارُ أَنْ تُمَثِّلَ نُدُوبي رمزَ الشِّفَاءِ".
وَاجَهَ يَعْقُوبُ اخْتِيَارًا مُمَاثِلًا بَعْدَ مُصَارَعَتِهِ…
إِلَهي قَرِيبٌ
لِأَكْثَرِ مِنْ ثَلاثينَ عَامًا قَامَتْ مُعَلِّمَةُ الصَّوْتِيَّاتِ فِي مَانيلا لُوردس بِتَعْلِيمِ الطُّلَّابِ وَجْهًا لِوَجْهٍ. وَعِنْدَمَا طُلِبَ مِنْها التَّدْرِيسُ عَبْرَ الانْتِرنِتْ، شَعَرَتْ بِالْقَلَقِ. وَقَالَتْ: "أَنَا لَا أُجِيدُ التَّعَامُلَ مَعَ أَجْهِزَةِ الكُمبيوتر. وَجِهَازُ الكُمبيوتر المَحْمُولُ خَاصَّتِي قَديمٌ، وَلَسْتُ عَلى دِرَايَةٍ بِاسْتِخْدَامِ مِنَصَّاتِ عَمَلِ المُؤْتَمراتِ عَنْ طَريقِ الفِيديو".
فِي حِينِ قَدْ يَبدو ذَلِكَ كَأَمْرٍ بَسِيطٍ بِالنِّسْبَةِ لِلبَعْضِ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مَصْدَرَ ضَغْطٍ وَقَلَقٍ حَقِيقيٍّ…
مُعْضِلَةٌ فِي عِيدِ المِيلادِ
شَعَرَ دِيفيد وَإِنْجِي بِدَعَوةِ اللهِ لَهُما لِلْسَفَرِ وَالانْتِقَالِ عَبْرَ البِحَارِ، وَقَدْ أَكَّدَتْ ذَلِكَ الخِدْمَةُ المُثْمِرَةُ الَّتي حَدَثَتْ بَعْدَ ذَلِكَ. لَكِنْ كَانَ هُنَاكَ جَانِبٌ سَلْبِيٌّ وَاحِدٌ لِسَفَرِهِما، وَهُو أَنَّ وَالِدا دِيفيد المُتَقَدِّمينِ فِي العُمْرِ سَيَقْضِيانِ عِيدَ المِيلادِ بِمُفْرَدِهما.
حَاوَلَ دِيفيد وَإِنْجِي تَخْفِيفَ حِدَّةِ شُعورِ وَالِدَيِّ دِيفيد بِالوِحْدَةِ فِي يَومِ عِيدِ المِيلادِ مِنْ خِلالِ إِرْسَالِ الهَدَايا إِلَيْهما مُبَكِّرًا وَالاتِّصَالِ بِهما فِي صَبَاحِ عِيدِ…
الشَّرِكَةُ فِي المَسيحِ
تَقَعُ فِي جُزُرِ البَهَامَا جَزِيرَةٌ صَغِيرَةٌ اسْمُها رَاجيد. كَانَتْ بِها فِي القَرْنِ التَّاسِعِ عَشر صِنَاعَةٌ نَشِطَةٌ لِلْمَلْحِ. لَكِنْ بِسَبَبِ تَرَاجُعِ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ هَاجَرَ الكَثيرُ مِنْ أَهْلِها إِلى الجُّزُرِ المُجَاوِرَةِ. عَامَ 2016 كَانَ أَقَلُّ مِنْ ثَمَانِين شَخْصًا يَعِيشونَ فِيها مِنْ ثَلاثِ طَوائِفٍ مُخْتَلِفَةٍ، لَكِنَّهم جَميعًا كَانوا يَجْتَمِعونَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ لِلْعِبَادَةِ وَالشَّرِكَةِ مَعَ بَعْضِهم البَعْض. كَانَ شُعُورُهم بِالانْتِمَاءِ أَمْرًا حَيَوِيًّا بِشَكْلٍ…
مُتَسَاوون أَمَامَ اللهِ
اسْتَمْتَعْتُ أَنا وَزَوْجَتي فِي إِحْدَى الإِجَازَاتِ بِرُكُوبِ الدَّرَّاجَاتِ فِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ. سِرْنَا فِي إِحْدَى الطُّرُقِ الَّتي مَرَّتْ عَبْرَ حَيِّ بِهِ مَنَازِلٌ تُقَدَّرُ قِيمَتُها بِمَلايينِ الدُّولاراتِ. وَرَأَينا مَجْموعَةً مُتَنَوِّعَةً مِنَ الأَشْخَاصِ، مِنْهم المُقيمونَ الَّذين يُنَزِّهُونَ كِلابَهم وَرَاكِبِو الدَّرَّجَاتِ مِثْلِنا، وَالعَديدُ مِنَ العُمَّالِ الَّذين يَقُومونَ بِبِنَاءِ مَنَازِلٍ جَديدةٍ أَو يَعْتَنونَ بِالمَسَاحَاتِ الخَضْرَاءِ. لَقَدْ كَانوا مَزِيجًا مِنَ النَّاسِ مِنْ جَميعِ مَنَاحِي الحَياةِ، وَتَذَكَّرَتُ…
شَهِيَّةٌ لِلْمُقَاطَعَةِ وَالْإِلْهَاءِ
أَغْلَقْتُ هَاتِفِي الذَّكِيَّ، وَأَنَا مُتْعَبٌ مِنْ كَثْرَةِ الصُّورِ وَالأَفْكَارِ وَالإِشْعَارَاتِ الَّتي كَانَتْ تُبَثُّ عَلى شَاشَتِهِ الصَّغِيرَةِ. ثُمَّ الْتَقَطتُّهُ وَفَتَحْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى. لِمَاذا؟
فِي كِتَابِهِ "الأَضْحَال" عَامَ 2013، يَصِفُ نِيكولاس كَار كَيفَ شَكَّلَ الانْتِرنتْ عَلاقَتَنا مَعَ السُّكونِ: "مَا يَبْدُو أَنَّ شَبَكَةَ الانْتِرنِتْ تَفْعَلُه هُو تَقْلِيصُ قُدْرَتِي عَلى التَّرْكِيزِ وَالتَّفْكِيرِ. فَسَوَاءٌ كُنْتُ عَلى الانْتِرنتْ أَم لَا، فَإِنَّ عَقْلِي الآنَ يَتَوَقَّعُ الحُصولَ عَلى المَعْلُومَاتِ…
التَّغَلُّبُ عَلى التَّجَارُبِ
نَشَأَتْ آن فِي فَقْرٍ وَأَلَمٍ. فقد مَاتَ اثْنَانُ مِنْ أَشِقَّائِها وَهُمَا فِي سِنِّ الطُّفُولَةِ. وَهِي فِي عُمْرِ الخَامِسَةِ تَسَبَّبَ مَرَضٌ فِي إِصَابَتِها بِعَمى جُزْئِيٍّ وَأَصْبَحَتْ غَيرَ قَادِرَةٍ عَلى القِرَاءَةِ أَو الكِتَابَةِ. وَعِنْدَمَا وَصَلَتْ سِنَّ الثَّامِنَةِ مَاتَتْ وَالِدَتُها بِمَرَضِ السِّلِّ. وَبَعْدَ ذَلِكَ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ تَخَلَّى وَالِدُها المُؤذِي عَنْ أَطْفَالِهِ الثَّلاثَةِ البَاقِينَ عَلى قَيدِ الحَياةِ. تَمَّ إِرْسَالُ الطِّفْلِ الأَصْغَرِ لِيَعِيشَ مَعَ أَقْرِبَاءٍ…
اعْتَمِدْ عَلى اللهِ
أَثْنَاءَ وُجُودِنَا فِي مَدِينَةٍ لِلأَلْعَابِ المَائِيَّةِ مَعَ بَعْضِ الأَصْدِقَاءِ، حَاوَلْنا اجْتِيَازَ عَقَبَةٍ عَائِمَةٍ مَصْنُوعَةٍ مِنْ مِنَصَّاتٍ مَنْفُوخَةٍ. جَعَلَتْ المِنَصَّاتُ الزَّلِقَةُ المُتَأَرْجِحَةُ السَّيْرَ بِشَكْلٍ مُسْتَقِيمٍ شِبْهَ مُسْتَحِيلٍ. وَبَيْنَما كُنَّا نَشُقُّ طَريقَنا عَبْرَ المُنْحَدَرَاتِ الصَّاعِدَةِ وَالهَابِطَةِ وَالجُّسُورِ، وَجَدْنَا أَنْفُسَنا نَصْرُخُ وَنَحْنُ نَهْوي فِي المَاءِ. بَعْدَ إِنْهَاءِ دَوْرَةٍ وَاحِدَةٍ اسْتَنَدَتْ صَدِيقَتي المُنْهَكَةُ تَمَامًا عَلى أَحَّدِ الأَبْرَاجِ (المَطَّاطِيَّةِ العَائِمَةِ) لِالْتِقَاطِ أَنْفَاسِها. وَفِي الحَالِ تَقْرِيبًا…